بحر بلا ساحل
.د.ب6.600
ابنُ عربيّ بينَ القُرآنِ والشَّرع
مؤلَّفاتُ ابنِ عربيّ (1240-1165)، على ضخامتها وصعوبتها والمشكلات التي أثارَتُها، هي التي طبعت بطابعها الحياة الرُّوحيَّة في الإسلام خلال ثمانية قرونٍ، من المغرب العربيِّ إلى الشَّرق الأقصى. وهو يؤكّد أنَّ كلّ ما كَتبهُ مستلهَمٌ كُلَيًّا من القرآن الكريمِ، “البحرِ الذي لا ساحِلَ لَهُ”. وهذا ما أراد ميشيل شودكيفيتش أن يتثَبَّتَ منه في دراسته التي تحلِّلُ عدَّةَ نُصوص، منها ما جاء في ذلك المجموع العبقري الذي يتكوَّن منه كتابُ الفُتوحات المكِّيَّة.
وتَظهَرُ في هذا الكتاب مبادئُ التَّأويل التي قادت ابنَ عربيّ في تفسير القرآن. ولما كانَ قد تجنَّب في تفسيره المَجازَ، جاءَ من أعمق التَّفاسير وأكثرها جِدَّةً؛ لأنَّه وليد التَّدقيقِ الحَذِرِ لديه من أجل الوُقوف على المعنى الظّاهر وحدَه. وهو يبيِّنُ أيضًا أنَّ القُرآن حاضرٌ في الوقتِ نَفسِهِ، صَراحَةً أو خُفيَةً، في نسيج التَّعاليم التي ينطوي عليها وفي البنية التي تنظِّم عرضَهُ، كاشفاً بذلك عن تماسُك هندسته الخَفيَّة التي تستعصي على المنطق البشريِّ.
وأخيراً ، ساعدَ هذا الكتابُ على فهم السُّلوكِ الصُّوفِّي بوصفه سَفَراً دائماً في الكلام الإلهيِّ نفسه. على أنَّ الوحي ليس رسالةً فقط، وليس ذاكرةً تراكميَّةً لحقائقَ غائبةٍ، بل هو الشَّرعُ نفسُهُ الذي قام على تذكير المخلوقات بحالتها الأوَّليَّة حين كانَتْ “أعيانًا ثابتةً” في العلم الإلهيّ القديم، وذلك بِالخضوع الصّارمِ للفرائض المكتوبة التي تتمُّ عبر “المنازل القرآنيَّة” التي يبلغ فيها المعراجُ الصوفي ذروة القداسة في نهاية
المطاف.
اسم المؤلف : ميشيل شودكيفيتش
اسم المترجم : احمد الصادقي
دار النشر : المدار الإسلامي
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.