غرباء على بابنا
.د.ب3.930
كان اللاجئون من وحشية الحروب والطغيان أو همجية الوجود المحروم واليائس قد طرقوا أبواب شعوب أخرى منذ بداية العصور الحديثة. وكانوا دائما، بالنسبة إلى من يعيشون وراء هذه الأبواب -كما هو حالهم الآن- غرباء. غرباء ينزعون إلى إثارة القلق تحديدا لأنهم «غريبون» – وبالتالي فإنهم مفاجئون بشكل مخيف، خلافا لمن تتفاعل معهم ونعتقد أننا نعرف منهم ما يجب علينا توقعه؛ وحسب علمنا، لعل التدفق الهائل للغرباء قد دمر الأشياء التي نوفر – وسوف يشوه أو يمحق أسلوبنا المألوف بشكل مواس في الحياة. وعادة ما نقسم من اعتدنا على العيش معهم في الأحياء المجاورة، في شوارع المدينة، أو في مواقع العمل، إلى أصدقاء وأعداء، فهم إما أشخاص مرحب بهم أو أشخاص نتحملهم (نتسامح معهم)؛ ولكن بصرف النظر عن أي صنف نلحقهم به، فإننا نعرف جيدا كيف نتصرف إزاءهم وكيف نسيّر تفاعلاتنا معهم. أما في حالة الغرباء، فإننا لا نعرف ما يكفي ليتسنى لنا أن نقرأ بشكل جيد مناوراتهم وأن نشكل استجاباتنا المناسبة – أن نخمن ما عساه أن تكون نياتهم وما الذي سوف يقومون به تاليا. والجهل بكيفية التصرف، بكيفية التعامل مع موقف ليس من صنعنا وليس تحت سيطرتنا، سبب رئيس للقلق والخوف.
اسم المؤلف : زيجمونت باومان
اسم المترجم : نجيب الحصادي
دار النشر : صفحة سبعة
متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.