دي بارم

سنُخضع هذه الجزيرة بالقوة وسنضمها إلى إمبراطورية ملك البرتغال المعظم، وسنضمن بذلك اللؤلؤ والخيل، النخيل والماء، الزراعة والتجارة، كلها ثرواتٌ يجب أن نستثمرها جيدًا من أجل رفاهية الحياة في الإمبراطورية البرتغالية المترامية الأطراف. إن لم نقطف جزر البحرين وهي ناضجة؛ فإنها ستكون في قبضة إسماعيل الصفوي في فارس أو سليمان القانوني الذي وصل إلى أطراف البصرة والأحساء والقطيف.

أمر البوكيرك أن تُكتَب الرسائلُ المستعجلة لملك البرتغال؛ لكي يؤجَّلَ حفل التنصيب، ولكي يطلعه على المخطط العسكري المزمع تنفيذه لإخضاع المنطقة برمتها إلى حاميته، وليضعها تحت القبضة الحديدية للتاج البرتغالي. صار يرى أنَّ العرب والفرس على ضفتي الخليج يعلنونها حربًا شاملة على البرتغاليين وعلى حلفائها، فبعد امتناع جمبرون (بندر عباس) عن إمداد البرتغاليين بالماء، ها هي قشم الآن، ومن بعدها البحرين، يمتنعون جميعًا عن إمداد جزيرة هرمز وكذلك أسطولنا بالماء أيضًا.

ولم تمض إلا أيامٌ قليلة حتى انطلق الأسطول البرتغالي إلى ناحية جزيرتنا الصغيرة، ولكنه استدار حولها ناحية الميناء الشرقي، وواصل مسيره في المضيق الذي يفصلنا عن ساحل بلاد فارس. ووجَّه البوكيرك مدافعه إلى الشرق راغبًا في ترهيب الحاميات الفارسية القابعة على الساحل. انطلق شمالًا في خطٍّ مستقيم حتى صارت قشم إلى يساره غربًا وفارس إلى يمينه.

ومن هناك، أطلقتِ البوارج الحربية البرتغالية نيرانها في الاتجاهين، ثم توجه الأسطول إلى ساحل قشم حيث المياه غزيرة جدًا وتسمح للسفن الكبيرة بالاقتراب من الساحل. تراءت إلى البوكيرك الحامية الفارسية في قشم، فأمر بقصفها قصفًا ثقيلًا. ولمَّا لم يجد البوكيرك أيَّ مقاومة تُذكر، ورأى هروب موظفي وجنود الحامية، أمر قواته بالنزول إلى الساحل واقتحام الحامية الفارسية. واستوى الأمر سريعًا للبوكيرك وجيشه، فأعلن سيطرته عليها وإخضاع الجزيرة برمتها إلى سيطرته خلال يومٍ دموي واحد.