الفتيات والنساء والعنف الرقمي

برزت ظاهرة العنف السيبرني (الرقمي) بشكل لافت خاصّة في السنوات الأخيرة تزامنت مع تطوّر وسائل التواصل الاجتماعي، وتمّ تناول هذا الموضوع بطريقة مكثفة من قبل الباحثين/ات الغربيين في حين أننا نلاحظ إقبالا محتشما في التعاطي مع هذا الموضوع في المنطقة العربيّة والمغاربيّة ولا سيما في تونس. لذلك رأينا أنه من الضروري التوقف عند هذا النوع من الظواهر حتى نتمكنّ من فهم أعمق لها خصوصا وأننّا في تونس مازلنا قد لا نميّز بين حريّة التعبير كمكسب مكفول بالدستور ولكن ينآى بنا عن التشهير والقذف وبين آليات نتوخاها للاعتداء على حرمة الغير.

في هذا الإطار اقتضى مشروع البحث حول العنف السيبرني المبني على النوع الاجتماعي في تونس حفرا وتمحيصا في مختلف المضامين الواردة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك والإنستغرام واليوتيوب وغيرها من المنصّات الاجتماعيّة التّي تحتاج لتحليل مختلف أشكال التواصل بداخلها وطرائق تشكلّ بنية العلاقات الاجتماعية والعوامل الثقافية والسّياقات المتحكّمة فيها (أزمة الكوفيد 19 مثلا) وهو ما كان حافزا لنا بوصفنا باحثات في ظواهر العنف من منظور أكاديمي، ولكنّه يخدمنا في الوقت ذاته كناشطات نسويّات مناهضات لكافّة أشكال العنف والتمييز.