الاعمال الروائية الكاملة المجلد الاول

.د.ب5.500

“التفت إلى الغرب وحدق في الأفق. أنت أيضاً مثلهم ينزف قلبك حنيناً ولوعة، تحلق كطائر أضاع عشه، أولئك الصغار ينتظرون عند الشاطئ، مد يدك إليهم واحتضنهم، مد يدك وغير الاتجاه، أسرع نحو الشطآن، قد ترحل عنك الموانئ، وتحضنك القيعان. مد يدك إلى الشراع واحضن المرأة. بوابة الماء مشرعة الآن. ينهمر المحار من القاع ويتكوم فوق السطح الخشبي. مطر لا يغوص. يصعد ويتحدث إلى ناصر بضراعة أبوه، مؤذن المسجد الذي لا يبصر إلا بعصاه، ينحني بهذا الشكل، ويتهدج بذاك الصوت الخائف أمام الله والناس ناصر يهز رأسه غباء، ثم يتحرك ببطء مقترباً منط. هذه العضلات التي تتغذى على النوم وتمشي نحوك متى تشتعل بالفهم؟! سيدي، إن مضى لا يستطيع أن يغوص بسبب أذنه.. ما بها؟ إنها تكاد تنفجر. تؤلمه جداً. دعه ينزل وإلا أنزلته مقيداً. فليكفوا عن هذا التدلل. وأنت املأ أذنك بالدين والحجر. نهض محمد سرحان. تراجع الآخر نحو مطرو أبلغه. تغير وجهه، رفع يده، غمغم وأراد أن يقف لكن ناصراً قاده إلى الحافة. (انزل أيها التافه إلى القاع. اشرب ماءً وأعطني لؤلؤاً). أمسك الحبل. لن أحضر أيتها الشطآن، ثمة كنز هنا من حبيبات الضوء. وجدته في هذه المجاهل الخضراء”.

في روايته “اللآلئ” كما في بقية رواياته التي تضمها مجموعة أعماله الروائية، يدني عبد الله خليفة الروائي البحراني من القارئ أكثر من خلال غوصه في أعماق الإنسان مكتشفاً لآلئه وأحجاره، تفتح الرواية على مشاهد حوارية ومنولوجات داخلية يستعملها الروائي لتعرية شخصياته، وليدني القارئ منها بتعرفة على مكنوناتها، وعلى ذاك الوجه الآخر الذي يحاول الإنسان، أيما إنسان الاحتفاظ لنفسه. ينجح الروائي في علمه الروائي بصورة عامة لامتلاكه أسلوباً متميزاً وتعابير بسيطة بعيدة عن التعقيد إلا أنها تملك عمقاً وأبعاداً رمزية تتيح للقارئ مساحة يتحرك فيها ذهنه ويحلق خياله في محاولة للوقوف على المعاني المخبأة ما وراء الرموز والمعاني.

اسم المؤلف : عبدالله خليفة

اسم المترجم :

دار النشر : دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع

متوفر في المخزون

رمز المنتج: 012439 التصنيفات: ,
مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الاعمال الروائية الكاملة المجلد الاول”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *