واسيني الاعرج في التخييل الروائي

يحتاج قارئ واسيني الأعرج لعملية تفكيك وتركيب تربط بين ما يبدو صوراً متناثرة مجازية, بما يقتضيه الأمر من معاينة دقيقة لوحدات صغرى توصله إلى البناء الكلي الذي يقف وراءه. فأنت لا تتعامل مع مقاطع ومتواليات صغيرة في رواياته إلا لتعود إلى كل يأخذ دلالته ومعناه من الأجزاء, بما يعد تفاعلاً جوهرياً متبادلاً بين الكل والأجزاء. وفي هذا الكتاب تجد ما يدلل على روائي استطاع أن ينفذ إلى قلوب فئة عريضة من القراء عبر رحلة كشف مستمرة هدفها فهم العالم على أمل إعادة التوازن إليه من خلال النقد وطرح الأسئلة, حتى وإن لم تجب عنها. بل إن جماهيرية واسعة حظيت به أعمال هذا الروائي لهي الدليل القاطع على قدرة فذة على إعادة صياغة الحدث والبشر بكل ما يحملون من أبعاد نفسية واجتماعية هي في الصميم من جدال أصوات العصر الاجتماعية والسياسية والإيديولوجية. وما كان لهذا أن يتحقق بعيداً عن جمالي وتخييلي أديا ما عليهما من وظيفة الإدهاش, مضافاً إليها وظيفة تمرير المعرفي وتسويغ الفكري بما ينسجم وتطلعات مشروعة نحو غد أفضل.