متحف الادب

هل نحتاج في ختام زيارتنا لـ”متحف الأدب” كما جمع دُرَره ومواده الأكاديمي والروائي التونسي شكري المبخوت بعناية وفحص دقيق وبتنضيد سديد للأنساق الناظمة له والسرديات التاريخية الفكرية الأدبية اللغوية والعقيدية المؤسسة له، وبعد الجهد النظري والتحليلي والاستنتاجي والنسقي النابه والحصيف في كتاب نعتبره يغني الفكر الأدبي العربي والتونسي معاً؛ هل لزاماً القول بأن الغاية، ولكل باحث غاية من منطلق فكري وعقيدي وإيديولوجي، والإيديولوجية ليست هي الدوغما بل الفكرة قاعدةُ قضية ولخدمتها، وشكري المبخوت سعى في هذه الدراسة المرموقة إلى هدفين: إعادةُ الاعتبار للهامش، وانتزاعُ مكانته المميزة مقابل طغيان المركزية المشرقية في التأريخ للأدب العربي ومسألة النهضة والمهمّشة للأطراف، وهي بدورها تعاني من تهميش المركزية الغربية.

ثانياً، إلى استقلالية الشخصية والهوية التونسية بسرديتها المستقلة وفي إطار الدولة الوطنية وهياكلها وثقافتها الحديثة بمفهوم يربط الثقافة ومسارات النهضة والتحول في الحاضر والمستقبل بإواليات الواقع ومكونات الصراع الاجتماعي، وهذا ما ينتهي بنا إلى القول إن الخطاب الفكري للباحث هو وعي نقدي وموقف.